تعريف متلازمة العباقرة
هو التوحد والتوحد إعاقة تطوريه تظهر دائمًا في الثلاث سنوات الأولى من العمر وذلك نتيجة من الاضطرابات العصبية التي تؤثر على وظائف المخ وتسبب ضعف في التواصل اللفظي والغير لفظي وضعف في التواصل الاجتماعي وأنشطة اللعب التخيلي.
أول من اكتشف التوحد هو ( ليو كانر في عام 1943م ) وأطلق عليه اسم " توحد طفولي " .
*************************************************
يحكى أنه
يسمع ولكنه أبكم يرى ولكن عينه لا تقع على
عيون الآخرين كأنه يعيش في عالم ليس فيه أحد يشاركه ربما كان سعيد بحياته هذه ولا يحب
أن يشاركه أحد عالمه. مشكلتي مع طفل التوحد تتمثل في كيف أقتحم
قلعة الصمت هذه كيف أهدم الأسوار العالية بيني وبينه أريد باب واحد ادخل منه إلى
عالمه ، كنت انظر إلى الطفل أحاول أن ألفت نظره والعب معه ولكن كان لا يبالي بي
تمامًا كأن شيء لا يحدث أمامه في البداية يئست منة وكنت أعلن فشلي لأنها كانت
بدايتي أيضًا في مجال تعليم أطفال التوحد وبينما أنا كذلك لاحظت على هذا الطفل انه يحب مشاهدة
الصور أي صور في الجرائد في المجالات ولاحظت أنه يراها بشكل غريب بالمقلوب ومن ثم يمزقها كأنه مل منها ويريد مشاهدة أخرى فقلت في نفسي
ربما يكون هذا بصيص أمل ومفتاحي للوصول إليه ومعانقة أفكاره. قمت بشراء بعض القصص
التي تحتوي على الكثير من الصور ووضعتها في حقيبتي استعداداً للمفاجئة. وما كان من الطفل عندما حضر جلس في أحد زوايا الفصل يخرج الأصوات التي تعودت
على سماعها منه بدافع التعبير السلوكي لرفضه المحيط فقمت بإخراج أحد القصص وأنا
على مقعدي لألفت بها نظره فوجئت بذلك الطفل يخطف مني القصة ويذهب بها إلى
الزاوية التي كان يجلس بها و لأول مرة أحس وكأنه ينظر إلي نظرات استفهامية !!
ويسألني هل لديك المزيد ؟وماهي إلا دقائق ويلقي بالقصة على الأرض ويطيل النظر
بطرف عينيه إلي وكأنه يريد توجيه نظري إلى أنه حقق ما يريد من القصة مما دعاني
لإخراج قصة أخري ورفعتها بيدي وأمسكتها بقوة حتى لا يقوم بخطفها مني فما كان منه
ألا أن حاول أن يسترق النظر بعد أن فشل في الحصول عليها جلس بجواري على الطاولة
وهو يشاهدني وانأ أقلب صفحات القصة صفحة تلو الأخرى وأحكي بعض المقاطع له فوجئت
لما رأيت لقد رأيت الابتسامة على وجه لم أصدق كيف كانت سعادتي وكأني اخترقت هذا
الحصن ووجدت مفتاح الباب إلى(عالم التوحد) وبمرور الأيام بدأ الطفل يقترب مني يوماً بعد يوم ينتظر ما سوف أخرجه من حقيبتي من
القصص ليرى ما بها من صور وكتابات ويسمع منى ما أقراه كانت لحظات السعادة
بالنسبة له وكنت في شك من نفسي هل يفهمني ؟ هل يعرف ما أقوله ؟ كيف أعرف أن حققت
تواصل معه؟ فما كان مني إلا أن أتيت بالصور التي يحبها وقمت بقص الأجزاء
الإضافية حول الصورة المطلوبة بما في ذلك المسمى الخاص بها قمت بوضعها أمام
الطفل وطلبت منه أن نلعب ونركب هذه الأشكال مره أخرى وجدته يستجيب ويقوم بوضع
الصورة في مكانها الصحيح ثم أضيف مع الصورة مسماها
وعدد من الكلمات وأطلب منه أن يضع الصورة مع الكلمة المطابقة .ربما لم أذكر الجانب السلوكي من الطفل كان
يعاني إلى الانطوائية الشديدة والتبول وكذلك الأكل الطعام بصورة سيئة بدائية حتى
أنه كان يفترس الخبز أو الكعك ويتساقط من بين يديه لأنه لا يجيد الإمساك به لسوء
التصرف والسلوك الخاطئ وكان يأكل بطريقه غريبة يمرق الطعام على الأرض أو على
الطاولة ثم يقوم بأكله مرة أخرى ويبلعه دون مضغ رغم عدم وجود مشاكل في الفم.مما توجب علي أن أقوم بتعريفة بمكان قضاء
الحاجة أكثر من مره ومع بداية كل يوم كنت أمره بالدخول إلى الحمام حتى تعود أن
يذهب وحده وكانت استخدامي طريقة بكس المصورة هناك صورة مرحاض يتعلمها الطالب
ترمز فيها الذهاب إلى الحمام.وكانت هناك متابعة لجميع السلوكيات الخاطئة
ومعالجتها ومن ذلك طريقته في الأكل التي تم استخدام طريقة التوجيه والتعزيز في نفس
الوقت وتوصيل له مفهوم الطريقة الصحيحة في الأكل .
إلى هنا وأقف بقصتي أمام متلازمة العباقرة وقفة الصمت أمام ذاك العالم الغريب
***********************************************
***********************************************
متلازمة العبقرية
سقراط فيلسوف يوناني عظيم عاش في اثينا قبل 400عام من الميلاد. وفي ذلك الوقت لم يكن عامة الناس يهتمون بنظرياته الفلسفية بقدر اهتمامهم بتصرفاته الغريبة.. ففي أحد الأيام شوهد وهو يسير في شوارع المدينة وقد استغرق في تفكير عميق. وحين وصل إلى السوق الكبير توقف فجأة وضع يده على ذقنه وظل واقفاً بلا حراك. وسرعان ما استرعى منظره بعض المارة فوقفوا يتأملونه بفضول وهو غير عابئ بهم. ورغم ان بعضهم حاول مخاطبته والتحدث معه إلا أنه بقي واقفاً كالصنم غير شاعر بوجودهم. وحين انتصف النهار كانت جموع الفضوليين قد سدت الساحة الرئيسية وهي تتأمل سقراط وقبل غروب الشمس حضر معظم سكان اثينا يتأملون تصرفه الغريب. وحين حل الظلام كان الناس قد تعبوا من الوقوف فجلسوا على الأرض وأحضر بعضهم سجادته للنوم.. أما سقراط نفسه فظل واقفاً بلا حراك حتى صباح اليوم التالي. وحين استيقظ الناس من حوله ورأوه على حاله سرت شائعات بأنه "مات واقفاً" في حين أصر البعض على أنه مايزال يفكر في مسألة شائكة ستعود على أهل أثينا بالخير.. وفيما الناس تتجادل من حوله تحرك سقراط فجأة وعاد إلى بيته بدون أن ينطق بكلمة واحدة!!!
هذا التصرف الغريب يعد اليوم أحد الأعراض العويصة (والمتداخلة) لإضطراب نفسي يدعى "التوحد".. والتوحد (كما يشير اسمه) يؤدي إلى انطواء الشخص على ذاته والتركيز على مسألة واحدة لفترة طويلة. والشخص المتوحد يقضي وقتاً طويلاً مع نفسه ويبدي اهتماماً قليلاً بالتدخل مع الآخرين أو تكوين صداقات معهم.. وتقدر نسبة انتشار هذا الاضطراب ب 1إلى 500شخص وتزداد نسبته بين الأولاد أربعة اضعاف البنات. ورغم مظاهر التخلف التي تبدو على الحالات الشديدة إلا أن معظم الاطفال يبرزون (بلا مقدمات) في جانب واحد كالرسم والموسيقى والرياضيات. ففي حين يحتاج الإنسان العادي إلى سنوات لإتقان مهارة العزف أو الرسم أو ساعتين لحل معادلة معقدة، يتصرف هؤلاء الاطفال وكأنهم ولدوا بهذه الموهبة ولا تأخذ منهم المعادلات الرياضية أكثر من جزء من الثانية. فحين تسأل احدهم مثلاِ عن اليوم الذي يصادف الأول من يناير عام 2022يجيبك فوراً (السبت). وإن فكرت بعكس السؤال وسألته: ومتى كان (أول سبت) في عام 1980سيجيبك فوراً في "الخامس من يناير.." ومع هذا لايعرف في أي يوم يعيش أو أي تاريخ يصادف الغد!!
ولم يدرك العلماء إلا مؤخراً أن هناك نوعاً خفيفاً وخفياً من التوحد قد يلاحظه حتى الأطباء. فالمصاب به لايبلغ حد الانعزال الكامل ويستطيع-عند الضرورة- التواصل مع الناس. وقبل سنوات قليلة اعلن قسم النفس في جامعة دبلن أن الرسام الإيطالي العظيم مايكل انجلو كان مصاباً بأعراض التوحد. وقد ظهر ذلك من خلال رسوماته التي كرر فيها تفاصيل معقدة وهوسه بفكرة معينة وعمله وحيدا لأيام متتالية. واليوم تشكلت قناعة بأن معظم العباقرة كانوا مصابين بهذا النوع من التوحد- خصوصاً المعروفين بانطوائيتهم وقدرتهم على الانعزال عما حولهم.. فمن المعروف عن ابن يونس (عالم فيزيائي مسلم ماتسنة 639) انه كان يدخل في نوبات من التركيز والتأمل الشديد لدرجة أن طلبته كانوا يغادرون مجلسه يأسا من عودته القريبة إلى الواقع.. وكان الفرنسي لويس باستير (عالم الجراثيم ومكتشف طريقة البسترة) يستغرق في عمله لأيام متتالية
لدرجة انه نسي موعد زفافه بسبب انشغاله في البحث عن لقاح لجرثومة السعار..
ورغم صعوبة الجزم بعلاقة التوحد بالعبقرية إلا أن المتأمل لحياة معظم العباقرة- كأنشتاين ونيوتن وديفنشي ومايكل انجلو- يجد فيهم اعراض توحد واضحة. ويعتقد أن إصابتهم بهذه الأعراض ساعدتهم على التركيز والاخلاص للفكرة والانعزال عن المؤثرات الخارجية- والعمل انطلاقاً من الذرات.. ليس هذا فحسب بل يعتقد أن التوحد وفر للكثير من العباقرة مواهب رياضية وفراغية فذة الأمر الذي يفسر القدرة الذهنية العالية التي تميز بها عباقرة الفيزياء والرياضيات بالذات!!
اعرف أن العلاقة تبدو غريبة وشاذة ولكنها بالتأكيد ليست جديدة أو مفاجئة.. فمنذ قرون افترض الفلاسفة أن العبقرية نوع من الجنون- وكان سقراط نفسه أكثر المتحمسين!!
***************************
إسحاق نيوتن، عالم فيزائي و مؤسس قوانين الجاذبية.
اعتبر سيمون بارون-كوهين عالم النفس في كامبريدج على إصابة نيوتن بمتلازمة أسبرجر (توحد)
*************************
الموهوب
عبد الرحمن الخالدي
*************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق