الأربعاء، 23 أبريل 2014



التقنيات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة :



إن مصطلح تكنولوجيا Technology يوناني الأصل، وهو مكون من مقطعين صوتيين الأول «تكنو Techno» ويقصد به «المهارة»، والثاني «لوجي Logy» ويقصد به «فن التعليم»، وبالتالي فإن هذا المصطلح يعني «مهارة فن التعليم» والذي يعني التطبيق المنظم للمعارف تحقيقًا لأهداف وأغراض علمية.
تعرف التقنيات «التكنولوجيا» التعليمية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة «Assistive Technology» على حسب «IDEA 1997م» بأنها «أي مادة أو قطعة، أو نظام منتج، أو شيء معدل أو مصنوع وفقًا للطلب بهدف زيادة الكفاءة العلمية والوظيفية لذوي الاحتياجات الخاصة». ويكاد يجمع المتخصصون في هذا المجال على هذا التعريف الذي يشير إلى أن مسمى التقنيات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة لا يقتصر فقط على التقنية بمفهومها، ولكنه يعني أي مادة تستخدم لتعليم هذه الفئة. ومن هنا يمكن القول إننا عندما نذكر مصطلح التقنيات هنا، فليس المقصود بها فقط الأجهزة والإلكترونيات، وإنما يقصد بها أي وسيلة تعليمية تساعد في تسهيل فهم المادة العلمية، حتى إن كانت السبورة والطباشير والكتاب، تعتبر تقنيات تعليمية مساعدة «AT».

يقسم بعض الباحثين التقنيات التعليمية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة إلى قسمين رئيسين هما:

- التقنيات الإلكترونية «Electronic Tech» ومن أمثلتها الحاسب الآلي وبرامجه المختلفة، والتلفزيون التعليمي، والفيديو، ومسجل الكاسيت، وجهاز عرض البيانات Data Show والآلة الحاسبة وغيرها من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية.

- التقنيات غير الإلكترونية «No Electro Tech» ومن أمثلتها السبورة، والكتاب، والصور، والمجسمات، واللوحات، والسبورة الطباشيرية وغيرها من الوسائل غير الكهربائية أو الإلكترونية.

وهناك أيضًا من يقسم التقنيات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة إلى معقدة أو شديدة التعقيد، وتقنيات متوسطة، وأخرى بسيطة أو سهلة الاستخدام.


صفات الوسيلة التقنية الناجحة :

ذكر الكثير من الصفات الواجب توفرها في الوسيلة التعليمية بصفة عامة لتكون فعالة وناجحة، وبالنسبة للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة فإن التقنيات المستخدمة في تعليمهم لا بد أن يتوافر لها عدد من الخصائص، حيث إن الصفات الجيدة لهذه التقنيات توفر لها نسبة عالية من النجاح.


وسنذكر هنا بعض أهم السمات الجيدة للتقنيات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة:

١/ أن تكون نابعة من المنهج المدرسي.
٢/ أن تساعد في تحقيق الأهداف العامة والخاصة للدرس.
٣/ أن تكون مناسبة لمستوى التلاميذ.
٤/ أن تحتوي على عنصر التشويق والجذب وتثير الانتباه والدافعية لدى التلاميذ.
٥/ أن تكون سهلة وبسيطة وواضحة في عرض المعلومة بدون تعقيد.
٦/ أن تتسم بمرونة الاستخدام وقابلية للتعديل والتطوير.
٧/ أن تكون جيدة الصنع غير مكلفة وملائمة للمستوى المعرفي واللغوي والانفعالي والجسمي للتلاميذ.

 فوائد استخدام التقنيات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة :-

    إن استخدام التقنيات في حياة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة لها العديد من الفوائد التي تعود عليهم سواء من الناحية النفسية أو الأكاديمية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.

ولاشك أن المعاقين الذين يمتلكون مواهب سيستفيدون من هذه التقنيات في التطوير من مواهبهم وتعليمهم.

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

استطلاع:




أي العبارات تفضلين؟

ـ الإعاقة ليست عقبة في طريق النجاح إنما تحدِ ودافع.
ـ الإعاقة الحقيقية...هي إعاقة العزيمة.

ـ الإبداع لايقف عند حد معين ، ولاعند شخص معين ،جميعنا مبدعون فقد أبدأ.

الموهبة والإبداع عند المعاقين الموهوبين:


يستكثر الآخرون على الشبان المعاقين عقلياً أن يكونوا موهوبين أو مبدعين في مجال مهني أو تعليمي وقد نفعل نحن المختصون الشيء ذاته وقد نُصاب بالدهشة لما بدر منهم من أفعال ايجابية ذات قدرات عالية ومهارات فائقة تجعل الآخرين يصفقون إعجاباً بهم ولو أن في ذلك خفايا داخلية تجاه هذه الفئة لا نعلمها. وعليه، نجد أنفسنا نُعيد قراءة ما تعلمناه ودوناه في ذاكرتنا من مبادىء نظريات تربوية ونفسية تجاه هذه الفئة، نعم إنهم قاصرون في سلوكهم وقدراتهم وتحصيلهم وتفاعلهم الاجتماعي ولكن أيحق لنا أن نسلبهم كل ما هو ممكن؟ وهل نبقيهم دوماً في دائرة المُحال؟ ونغلق عليهم في إطار ضيق حتى الاختناق؟
ما جعلني أكتب حول هذا الموضوع أنه ذات يوم وفي احتفالية كبيرة لأحد المدارس التي كانت تفعّل برنامجاً للمعاقين وحضرها مدير عام التربية والتعليم أطل الطالب هيثم على المسرح وبدأ يشدو بصوته العذب أبياتاً من قصيدة باللغة العربية الفصحى تتحدث عن المعاقين، وإذ بأحد التربويين ـ وكان يجلس إلى جانبي ـ يحدثني ويسأل بدهشة هل هذا الطفل معاق عقلياً؟ وهل هو أحد طلاب التربية الفكرية؟ لماذا تقبلونه لديكم؟ فقلت له: إنه بالفعل معاق عقلياً ولديه فروق فردية في داخل ذاته أي بمعنى أن لديه قدرات عالية في الحفظ ولكنه في جانب آخر يعاني من قصور ولكنه ليس عاجزاً عن كل شيء فلديه القدرة على الأقل في مجال واحد لمجاراة أقرانه كما ترى على المسرح وأسلوب الدمج في مدارسنا إنما وضع لكي نقول للجميع إن لهم الحق في العيش ومجاراة زملائهم في البيئة الطبيعية وليس بمعزل عنهم وهذه إحدى ايجابيات الدمج بأن جعلت هذا الطفل يتفاعل مع الحضور ومع ذاته وأقرانه العاديين لذلك فإن للمدرسة العادية دوراً كبيراً في إبراز هذه الموهبة ولدينا كثير من الطلاب الموهوبين في مجالات أخرى...
واصلت حديثي معه فقلت له: أتدري أن هناك طالباً من التربية الفكرية قد حقق المركز الثالث في مسابقة حفظ القرآن الكريم (جزء عم) على مستوى المملكة قراءة وتجويداً وهو من يقرأ القرآن الكريم كل صباح في الإذاعة المدرسة واحتفالات المدرسة...
انتهى حديثي مع الزميل بعد أن بارك لنا خطانا ودعا بالخير لمن استحدث هذا الأسلوب من التعليم.
طالب آخر في التربية الفكرية أبدع في إيصال فكرة رائعة عن الإرهاب وجسدها برسم أروع أعجب كل من رأه ونُشر في إحدى الصحف اليومية، ويذكر معلمه أن فكرة العمل الفني (الرسم) وتسلسل أحداثه هو من بادر إلى رسمها بل وشرح مضمونها ومعناها وحتى الحدث الذي كان المجتمع ومازال يعيشه... ولكن ما يحز في نفسي دوماً هو ذلك الإحباط المسبق في ذات من يعمل مع هذه الفئة بأن لا جدوى من العمل معهم وأنهم لن يتطوروا أو أن ينمّوا قدراتهم بل إن التشاؤم قد يصل حد أن الوقت والجهد معهم غير مجدٍ اطلاقاً، ويقف خلفهم مع هذا التوجه بعض الأسر وبعض من أفراد المجتمع بتوجههم السلبي الذي يقتل في ذواتهم المبادرة والمنافسة واثبات الذات ولذا من يعمل مع هذه الفئة تُفترض فيه سمة الإيثار على النفس والصبر وسعة الصدر ورحابة النفس..
إنهم بالفعل معاقون ولكنهم ليسوا عاجزين أو غير قادرين على الإبداع متى وجدت الأرضية الخصبة لتربيتهم ورعايتهم واحتضانهم واكتشاف مواهبهم وصقلها عندها سنثبت لجميع أفراد المجتمع بأن لديهم من الموهبة بقدر ما لدى أقرانهم وبما يتناسب مع قدراتهم وإعاقاتهم.

نماذج من الموهوبين من ذوي الإعاقة:




أبدعوا فتميزوا، أضاءت عقولهم نورا فوصلت الى فكرة، وامتدت أنظارهم إلى محاور بعيدة فكشفوا المستور.لم تحدهم الإعاقة عن العمل، ولم ييأسوا لوجود نقص فيهم، بل زادتهم إرادة وعزيمة ليكتشفوا للأصحاء ما عجزوا عن اكتشافه. هم علماء ومخترعون، وأطبـــــاء وفلاسفة. باختصار هم نور أضاء طريق الآخرين.في هذه الزاوية سنلقي الضوء على أبرز المشاهير المعاقين، في الإسلام:

1- بشار بن برد كفيف، قال عنه الجاحظ (المطبوعون على الشعر هم بشار، والسيد الحميري وأبو العتاهية ولكن بشار أطبعهم). وقيل أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة هم بشار وأبو العتاهية والسيد الحميري) وقد زينت أشعاره الأدب العربي بقلائد وعقود صفحات.

2- أبو العلاء المعرّي، كفيف أيضاً درس فلسفة اليونان ونال من العلم والثقافات المختلفة وقرض الشعر وسمي رهين المحبسين، وله مؤلفات عديدة أثرت الفكر والثقافة العربية.

3- أبو الأسود الدؤلي وكان أعرج وأصلع وبخيل، ومع ذلك كان شجاعاً وذكياً جداً، نعم بالرخاء على يد علي بن أبي طالب وأصبح قاضياً للبصرة ثم أميراً عليها وجعل وسيطاً بين علي ومعاوية رضي الله عنهما في معركة الجمل، وشارك في معركة صفين.

4- أبان بن عثمان بن عفان كان أصم وأحول وأبرص ثم أصيب بالفالج، وكان من الفقهاء التابعين، وعيّن والياً على المدينة المنورة عام 76هـ.


المشكلات التي تواجه المعاقين الموهوبين:




إنَ الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات كثيراً ما يتلقون مزيداً منَ الاهتمام بسبب إعاقتهم أكثر منْ موهبتهم ، سواءٌ كان ذلك داخل الأسرة أو في إطار المدرسة.
وبالتالي يجبُ علينا أن نحميهم ونُسهم في صقل مواهبهم حل مشاكلهم ، ومن أبرز مشاكلهم :

1.   استخدام أدوات ومقاييس أعدت أصلاً لأقرانهم غير المُعاقين.
2.   أنهم قد لا يُظهرون مؤشرات واضحة تعكس قدراتهم مقارنة بأقرانهم غير المُعاقين.
3. أنهم عند مُقارنتهم بأقرانهم غير المُعاقين قد يتسمون بالبُطء؛ بسبب إعاقتهم مما يحول دون تحديد مواهبهم.
4. قد يكون لديهم جوانب قوة في بعض الحالات وجوانب قصور في مجالات أخرى، إلاّ أنَّ الفجوة بين الجانبين تعملُ على التعتيم على مواهبهم وعدم إظهارها بوضوح.
5.   أنهم قد لا يبدون سوى بعض سمات وخصائص الأطفال الموهوبين فقط.
6. ما يُلاقونه منْ إحباطات إذا ما رغبوا في مواصلة تعليمهم، وخاصةً التعليم العالي، ومُحاولة توجيههم إلى التدريب المهني.
7.   طبيعة العجز تحجب مواهب الأطفال ومقدرتهم الفعلية.
8. فرط انشغال المعلمين والأسرة بمظاهر العجز وما يترتب عليه يؤدي إلى عدم التفاتهم وانتباههم إلى ما قد يتمتع به الطفل منْ قدرات ومواهب أخرى غير ظاهرة.
9. وجود قيود منزلية ومدرسية مفروضة على الطفل لا تُتيح له سوى عدد قليل منَ الفرص لإظهار مواهبه المكنونة.
10. استخدام أدوات وطرائق وإجراءات تقييم غير ملائمة لهم، والاقتصار في الحُكم على مستوى الطفل على بعض بيانات جزئية أو غير شاملة لمختلف جوانب شخصيته.


إن على جميع من في المجتمع من أفراد وأسر ومؤسسات أن يأخذوا هذه المشكلات بعين الاعتبار ، لإيجاد حلول لها وإبعادها عن طريق المعاقين الموهوبين.